بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاته :
قيل إن فتى من ذوي النعم ، قعد به دهره ، وألحّ عليه الفقر ، وكانت له جارية من أحسن الناس وجهاً وجمالاً ، وكان يحبها حباً شديداً
وهي كذلك تحبّه ، وقد أنفق عليها ما في يده حتى أملق ، فلما ضاق عليه الحال ، وسدّت أمامه السّبل ، واشتدّ به الأمر قال لها :
ما ترين في ما نحن فيه من الشدّة ، ورقّة الحال ، فإن رأيت أن أبيعك لبعض المموّلين ، فأتّسع في ثمنك ، وأنت تتمتعين عنده ، فعلت .
فقالت : والله ، إن فراق روحي من جسدي عليّ أهون من فراقك .
ثمّ إنه طيّب خاطرها ، وخرج بها ، واستشار بعض أصحابه أن يعرضوها لبعض التجّار ، ليشتريها أحد منهم . فقالوا له :
إن كان ذلك لا بدّ منه ، فابعثها إلى عبد الله بن معمّر ، وكان عاملاً على العراق .
فحملها إليه ، وعرضها عليه .. فاستحسنها ووقعت منه موقع الإعجاب فقال : كم رجوت فيها ؟ قال الفتى : أربعين ألفاً .
فدفع له ثمنها ، وعشرة آلاف لنفقته ، وعشرة رؤوس من الخيل ، وقال له : هل رضيت بذلك ؟ قال : نعم ! وسّع الله عليك ، ورضي عنك .
فأمر عبدالله أن تدخل الجارية إلى داره ، ويكرم مثواها ، فأمسكت الجارية بجانب السّرير ، وجعلت تقول :
هنيئاً لك المال الذي قد أخذته ... ولم يبق في كفــّيّ غير التّفكر
أقول لنفسي وهي في كرباتها ... أقلّي فقد بان الحبيب أو اكثري
إذا لم يكن في الأمر عندك حيلة ... ولم تجدي بداً من الصبر فاصبري
فلما سمع الفتى ذلك ، بكى حتى ارتفع نحيبه ، ثمّ قال :
لولا قعود الدّهر عنك فلم يكن ... يفرّقنا شيء سوى الموت فاصبري
أروح بهـــــمّ من فراقك مؤلم ... أناجي به قلباً قليـــــــــــــل التّصبّر
عليــــــك سلام لا زيارة بيننا ... ولا وصل إلا أن يشاء ابـن معمّــــر
فقال عبد الله بن معمّر : قد شئت .. خذها ، وخذ المال الذي صار إليك .
فأخذ الفتى المال ، والخيل ، الجارية ، وانصرف داعياً له على فعله الجميل ، وإحسانه .
والله وليّ التوفيق
م / ن
» إلي متي سيظلوا علي عنادهم ؟
» حوار بين النبي واعرابيا
» كوادر وطنية لإدارة المحطّات النووية بأبوظبي
» سيارات موديل 2010
» بالصور تحويل سيارة مرسيدس من خـرده إلى سيارة حديثه
» ღ,¸¸,ღ أنــــا وأنتــ .. جأوبنى من أنتـ ...وأسئلنى من أكــون؟ღ,¸¸,ღ
» اصعب 12 دقيقة في حياتك
» آن الرحيل يا سادة