الإسلام يرفض العنصرية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..
فإنَّ العنصرية مرفوضة من كلِّ العقلاء في هذه الدنيا؛ إذْ هي قائمةٌ على التفرقة بين البشر بحسب ألوانهم أو أجناسهم أو أعراقهم أو ثقافاتهم أو لغاتهم أو أديانهم أو قِيَمهم، وذلك كله مما يُغذِّي روحَ الكراهية بين البشر، ويدفع إلى إيقاد نيران الحروب والعداوات التي لا تنتهي بين الأمم، وهو ما عانت منه البشرية كثيرًا إبَّان تاريخها الطويل، ولا تزال البشرية تعاني آثاره وتحصد ثماره المرَّة يومًا بعد يوم.
وقد دعت جميع العقائد والشرائع السماوية إلى مبدأ الأخوَّة الإنسانية، والمساواة بين البشر، وكان للإسلام وللقرآن اليد الطولى في هذه الدعوة، بشكل لم يُسبَق إليه، ولم تُطبَّق هذه المساواة بصورة واقعية كما طبقها محمد صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه.
فقد قرر القرآن أن الإنسانية أسرة كبيرة خلقها الله ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾ (النساء: من الآية 1)، وقرر أن اختلاف الألسن والألوان والأنساب ما هو إلا مظهرٌ من مظاهر القدرة الإلهية، ولا يعني من بعيد أو قريب أي تفضيل أو تمييز، فالجميع سواءٌ في الحقوق، وعليهم التعارف والتعاون لتحقيق السعادة في الحياة ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ (الحجرات: من الآية 13)، ورفض أي تمييز بينهم، فالجميع أمام شريعته سواء، ولا يتفاضلون إلا بقدر ما تحمل قلوبهم من خير وإيمان، وما تمتدُّ به أياديهم من عطاء وإحسان ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (الحجرات: من الآية 13)، وقال صلى الله عليه وسلم: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلاَ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلاَ لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى" (أحمد).
ووقف الإسلام وقفةً في غاية الحسم أمام النظام القبلي الجاهلي الذي كان يقوم على عنصرية بغيضة، فقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ (أي كِبْر) الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآبَاءِ، أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ" (أبو داود)
بل رفض العيش والدعوة والجهاد تحت راية القبلية والعصبية، فقال صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ" (أبو داود).
وكان البيت النبوي نموذجًا عمليًّا عجيبًا في ذلك، فقد جمع صلى الله عليه وسلم في عصمته بين القرشية وغير القرشية، كما جمع بين المسلمة ومن كانت قبل ذلك على النصرانية أو اليهودية، وجمع بين الفقيرة وابنة رئيس العشيرة، في تطبيقٍ رائعٍ للمساواة ومحوٍ واضحٍ للفوارق العنصرية.
أما المجتمع المسلم فكان مثالاً مُدهشًا للتعايش بين الأجناس والأديان والقوميات، ففيه يعيش بلالٌ الحبشيُّ مع صهيب الرومي مع سلمان الفارسي مع أبي بكر القرشي، في إخاءٍ عجيبٍ نادرٍ لم يتكرر في التاريخ، حتى يقول عمر رضي الله عنه: "أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وَأْعَتَق سَيِّدَنَا" يعني بلالاً الحبشي (البخاري)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم عن سلمان الفارسي: "سَلْمَانُ مِنَّا آَلَ الْبَيْتِ" (ابن سعد والطبراني).
وكتب النبي صلى الله عليه وسلم وثيقة المدينة التي تعدُّ أول دستور بشري لتضع إطار المعايشة الطيبة بين الفئات التي شكَّلت المجتمع المدني من المسلمين والمشركين واليهود.
وحين حاول شياطين الإنس والجن إحياءَ الدعوة إلى العنصرية وقف صلى الله عليه وسلم بكل قوة حين نادى رجل: يا للأنصار! ونادى آخر: يا للمهاجرين!، فقال صلى الله عليه وسلم: "مَا بَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ؟!"، وقال: "دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ" (البخاري).
وكلما أطلَّت هذه الفتنة برأسها لا يتأخر صلى الله عليه وسلم في مواجهتها ومحاربتها، سواءٌ على مستوى الأفراد أو على مستوى المجتمع، فلا مجال للتهاون مع هذه العنصرية على الإطلاق، فهو صلى الله عليه وسلم يدرك أن العنصرية بيئة لا تتسم بالعدل والمساواة والإقرار بالحقوق واحترام التنوع والاختلاف، بل هي بيئة إلغائية استئصالية إقصائية، تشجِّع على العنف والعنف المضاد وردود الأفعال والانتقام.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..
فإنَّ العنصرية مرفوضة من كلِّ العقلاء في هذه الدنيا؛ إذْ هي قائمةٌ على التفرقة بين البشر بحسب ألوانهم أو أجناسهم أو أعراقهم أو ثقافاتهم أو لغاتهم أو أديانهم أو قِيَمهم، وذلك كله مما يُغذِّي روحَ الكراهية بين البشر، ويدفع إلى إيقاد نيران الحروب والعداوات التي لا تنتهي بين الأمم، وهو ما عانت منه البشرية كثيرًا إبَّان تاريخها الطويل، ولا تزال البشرية تعاني آثاره وتحصد ثماره المرَّة يومًا بعد يوم.
وقد دعت جميع العقائد والشرائع السماوية إلى مبدأ الأخوَّة الإنسانية، والمساواة بين البشر، وكان للإسلام وللقرآن اليد الطولى في هذه الدعوة، بشكل لم يُسبَق إليه، ولم تُطبَّق هذه المساواة بصورة واقعية كما طبقها محمد صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه.
فقد قرر القرآن أن الإنسانية أسرة كبيرة خلقها الله ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾ (النساء: من الآية 1)، وقرر أن اختلاف الألسن والألوان والأنساب ما هو إلا مظهرٌ من مظاهر القدرة الإلهية، ولا يعني من بعيد أو قريب أي تفضيل أو تمييز، فالجميع سواءٌ في الحقوق، وعليهم التعارف والتعاون لتحقيق السعادة في الحياة ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ (الحجرات: من الآية 13)، ورفض أي تمييز بينهم، فالجميع أمام شريعته سواء، ولا يتفاضلون إلا بقدر ما تحمل قلوبهم من خير وإيمان، وما تمتدُّ به أياديهم من عطاء وإحسان ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (الحجرات: من الآية 13)، وقال صلى الله عليه وسلم: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلاَ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلاَ لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى" (أحمد).
ووقف الإسلام وقفةً في غاية الحسم أمام النظام القبلي الجاهلي الذي كان يقوم على عنصرية بغيضة، فقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ (أي كِبْر) الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآبَاءِ، أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ" (أبو داود)
بل رفض العيش والدعوة والجهاد تحت راية القبلية والعصبية، فقال صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ" (أبو داود).
وكان البيت النبوي نموذجًا عمليًّا عجيبًا في ذلك، فقد جمع صلى الله عليه وسلم في عصمته بين القرشية وغير القرشية، كما جمع بين المسلمة ومن كانت قبل ذلك على النصرانية أو اليهودية، وجمع بين الفقيرة وابنة رئيس العشيرة، في تطبيقٍ رائعٍ للمساواة ومحوٍ واضحٍ للفوارق العنصرية.
أما المجتمع المسلم فكان مثالاً مُدهشًا للتعايش بين الأجناس والأديان والقوميات، ففيه يعيش بلالٌ الحبشيُّ مع صهيب الرومي مع سلمان الفارسي مع أبي بكر القرشي، في إخاءٍ عجيبٍ نادرٍ لم يتكرر في التاريخ، حتى يقول عمر رضي الله عنه: "أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وَأْعَتَق سَيِّدَنَا" يعني بلالاً الحبشي (البخاري)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم عن سلمان الفارسي: "سَلْمَانُ مِنَّا آَلَ الْبَيْتِ" (ابن سعد والطبراني).
وكتب النبي صلى الله عليه وسلم وثيقة المدينة التي تعدُّ أول دستور بشري لتضع إطار المعايشة الطيبة بين الفئات التي شكَّلت المجتمع المدني من المسلمين والمشركين واليهود.
وحين حاول شياطين الإنس والجن إحياءَ الدعوة إلى العنصرية وقف صلى الله عليه وسلم بكل قوة حين نادى رجل: يا للأنصار! ونادى آخر: يا للمهاجرين!، فقال صلى الله عليه وسلم: "مَا بَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ؟!"، وقال: "دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ" (البخاري).
وكلما أطلَّت هذه الفتنة برأسها لا يتأخر صلى الله عليه وسلم في مواجهتها ومحاربتها، سواءٌ على مستوى الأفراد أو على مستوى المجتمع، فلا مجال للتهاون مع هذه العنصرية على الإطلاق، فهو صلى الله عليه وسلم يدرك أن العنصرية بيئة لا تتسم بالعدل والمساواة والإقرار بالحقوق واحترام التنوع والاختلاف، بل هي بيئة إلغائية استئصالية إقصائية، تشجِّع على العنف والعنف المضاد وردود الأفعال والانتقام.
» إلي متي سيظلوا علي عنادهم ؟
» حوار بين النبي واعرابيا
» كوادر وطنية لإدارة المحطّات النووية بأبوظبي
» سيارات موديل 2010
» بالصور تحويل سيارة مرسيدس من خـرده إلى سيارة حديثه
» ღ,¸¸,ღ أنــــا وأنتــ .. جأوبنى من أنتـ ...وأسئلنى من أكــون؟ღ,¸¸,ღ
» اصعب 12 دقيقة في حياتك
» آن الرحيل يا سادة