من طرف بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا نتطيب؟
1)نتطيب لان الله طيب يحب الطيب:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ان الله طيب يحب الطيب،نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم،جواد يحب الجواد) فالمسلم يتطيب ويحب التطيب لانه يحب ما يحبه الله، ويتطيب لكي يحبه الله،فالتطيب عند المسلم عبادة يؤجر عليها ويثاب.
2)نتطيب لان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الطيب:
قال صلى الله عليه وسلم : (حبب الي من الدنيا النساء والطيب)
وكان صلى الله عليه وسلم يكثر منه ،واذا مشى بالليل يعرف بريح الطيب وكان لا يسلك طريقا فيتبعه احد الا عرف انه قد سلكه من طيب عرقه وكان له وعاء يتطيب منه.
وكان يستجمر بالعودة الصافية وبالعودة مخلوطة بغيرها من الطيب.
وكان يبالغ في التطيب حتى قبل احرامه بالحج قالت زوجته عائشة رضي الله عنها طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند احرامه،فرأيت الطيب في مفرق رأسه بعد ثلاث وهو محرم، ولكثرة تطيب النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى احمر شعره هذا الاهتمام بالطيب رغم انه صلى الله عليه وسلم لم يكن محتاجا اليه لانه صلى الله عليه وسلم كان طيبا بنفسه،قال عنه خادمه أنس بن مالك رضي الله عنه : (ما شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من ريح عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم)
بل كانت ام أنس رضي الله عنها تجمع العرق من فراش النبي صلى الله عليه وسلم وتجعله في قوارير الطيب فراها النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
(ما هذا؟) فقالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو أطيب الطيب وعندما مات أنس رضي الله عنه أوصى أن يجعل في حنوطه من شعر وعرق النبي صلى الله عليه وسلم الذي جمعته امه.
هذا هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعرقه أطيب الطيب ومع ذلك كان يكثر من الطيب ويحبه،فمن أحب النبي صلى الله عليه وسلم أحب ما يحب قال صلى الله عليه وسلم: ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)، فحب التطيب مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فلزم كل مسلم أن يحبه وأن يكثر منه والا كانت محبته للنبي صلى الله عليه وسلم غير كاملة.
3)نتطيب لانه سنة كل المرسلين عليهم الصلاة والسلام:
قال صلى الله عليه وسلم: (أربع من سنن المرسلين: الحياء والتعطر والسواك والنكاح)
فالرسل قدوة البشر، والتعطر من سننهم فينبغي للمسلم أن يتعطر وأن يجعله سنة من سننه الملازمة لحياته لانه على نهج الانبياء يمشي وهو قدوة للناس وشاهد عليهم.
4)نتطيب لانه فطرة البشر:
فكل نفس سوية تحب الطيب وتكره الجيفة ولا ينكر الانسان دافع الفطرة بداخله التي تجذبه نحو الروائح الطيبة وتباعده عن الروائح الخبيثة، فحب الطيب علامة على سلامة الفطرة او مرضها فلا يحب الطيب الا انسان صحيح ولا يكرهه الا مريض.
5)نتطيب تشبها بالصالحين:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يأ مر اصحابه بالنظافة والتطيب وينهاهم عن ضد ذلك مما اثر في نفوسهم فصاروا مثالا واضحا بهم نقتدي وعلى خطاهم نمشي، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( لو كنت تاجرا ما اخترت على العطر شيئا ان فاتني ربحه ما فاتني ريحه)
قالت سرية بنت ذكوان: ( كنا نأتي عمر بن الخطاب بالغالية،والذريرة في ذلك المسك،فيبدأ يخضب لحيته بالخلوق، ويضمخ لحيته بالغالية، ويتذرر ويستجمر) وكان نعيم بن عبدالله المجمر مولى عمر بن الخطاب رضى الله عنه يجمر المسجد ويحمل المجمرة قدام عمر اذا خرج الى الصلاة في شهر رمضان.
وهذا عبدالله بن عمر رضي الله عنه كان يتبخر بالعود ويقول: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل هكذا) وكان يجمر ثيابه كل جمعة بل من الصحابة من كان اذا مر بطريق عرف انه مشى منه كما روي ذلك عن عبدالله بن عباس وعبدالله بن مسعود وابن عمر وابي هريرة وابي قتادة وابي اسيد الساعدي رضى الله عنه وكان عبدالله بن جعفر يسحق المسك ويضعه على رأسه.
واستمر الطيب رفيقا للصالحين من بعد الصحابة فهذا الامام الزهري كان يكثر من الطيب وسئل عنه ابن اخيه هل كان عمك الزهري يتطيب؟ فقال: كنت أشم ريح المسك من سوط دابته وكان أبو جعفر محمد بن علي يدعوا نفرا من المسلمين كل جمعة فيطعمهم ويطيبهم ويبخرهم ثم يروحون الى المسجد من بيته.
وأئمة الدين المتبعون ابو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد كلهم قدوة في التزين والتطيب فأبو حنيفة كان يكثر من العناية بثيابه مكثرا للطيب حسن الهيئة جميل المنظر ومثله كل الائمة بل كان الامام مالك اذا اراد ان يحدث الناس اغتسل ولبس أحمل الثياب وتطيب بأجود الطيب ثم جلس يحدث الناس ومجامر العود تعبق بالطيب حتى ينتهي المجلس فسئل عن ذلك فقال اكراما لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال الامام الشافعي:
من نظف ثوبه قل همه ومن طابت ريحه زاد عقله
وكان الامام احمد يحب الطيب كثيرا وكان له صينية يضع فيها مراة ومكحلة ومشط فاذا فرغ من قراءة حزبه نظر في المراة واكتحل وامتشط.
فهؤلاء الآئمة أجمعت الائمة على جواز تقليدهم واتباع مذاهبهم وقد كانوا قدوة للناس في النظافة والتطيب لانهم ورثة الانبياء وخلف صحابة النبي الكريم فينبغي لنا ان نتشبه بهم لنفلح كما افلحوا.
وتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم ان التشبه بالكرام فلاح
6)نتطيب اكراما للملائكة:
قال صلى الله عليه وسلم: (من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا فان الملائكة تتاذى مما يتأذى منه بنو ادم)
وكما يحب الانسان الطيب فالملائكة تحبه بل قال العلماء أن الطيب للملائكة كالغذاء وهو الشي الوحيد من أمور الدنيا الذي تشتهيه الملائكة وقد روي ان سلمان الفارسي رضى الله عنه لما حضرته الوفاة أمر زوجته ان تنضح المكان بالمسك فقالت له لم ذلك؟ فقال: (انه يحضرني خلق من خلق الله لا ياكلون الطعام ويجدون الريح) فالمسلم يتعطر ليحسن الى جيرانه من الملائكة فله بذلك أجر وثواب من الله لانهم عباد الله المكرمون الذين لا يعصون الله ويفعلون ما يؤمرون.
ومن المعلوم ان الملائكة لا تفارق الانسان الا عند الخلاء والجماع فلزم اكرامهم بالطيب دائما قال تعالى: (وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون) سورة الانفطار اية رقم 12،11،10
7)نتطيب لنطرد الشياطين:
الشياطين لا تحب الطيب بل تحب الرائحة الكريهة وتسكن أماكن النتن والاوساخ قال صلى الله عليه وسلم: ( ان هذه الحشوش-أماكن الخلاء- محتضرة فاذا اتى أحدكم الخلاء فاليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث)والخبث هم ذكور الشياطين والخبائث اناثهم، قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يعجز احدكم اذا دخل مرفقه أن يقول: اللهم أني اعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم) فيفهم من هذا أن الشياطين يعشقون الريح الخبيثة فلكل روح ما يناسبها قال تعالى[color="Purple"] ( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات) قال ابن القيم: ( وفي الطيب من الخاصية أن الملائكة تحبه والشياطين تنفر منه،وأحب شيئ الى الشياطين الرائحة المنتنة الخبيثة وكل روح تميل الى ما يناسبها) فالمسلم حينما يتطيب يؤذي الشيطان فيبتعد عنه، ومن يحارب الشيطان يكون من أولياء الله وله بذلك ثواب من عند الله، فالمتطيب يؤذي الشيطان والله أمرنا بعداوته فقال(ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا)
8)نتطيب صدقة واحسان الى الاخرين ودفاعا للاذى عنهم:
فالطيب من المعروف(وكل معروف صدقة) ومن يتطيب يتصدق بالريح الطيبة على كل من يشمه، وكما أن الذي لا يتنظف يؤذي الملائكة وبني ادم فالمتطيب يحسن اليهم ويدخل السرور الى قلوبهم،ويزيل أذاه عنهم وكف الاذى عن الاخرين صدقو واحسان.
9)نتطيب للتداوي والعلاج:
قال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بهذا العود الهندي فان فيه سبعة أشفية، يستعط به من العذرة،ويلد به من ذات جنب) فالعود شفاء لسبعة أمراض منها التهاب الحلق واللوزات ومنها التهاب الرئة المصحوب بسعال وحمى.
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( اكتحلوا بالاثمد المطيب فأنه يجلو البصر وينبت الشعر)
ويحكى عن الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه انه قال: تشمموا النرجس ولو في العام مرة،فان في القلب الانسان حالة لا يزيلها الا النرجس)
وعن الاحنف بن قيس رضي الله عنه انه قال (ان شم رائحة المسك يحي القلب)
10) نتطيب لقوة البدن الظاهرة والباطنة:
قال ابن القيم: ( الرائحة الطيبة غذاء الروح والروح مطية القوى، والقوى تزداد بالطيب، وهو ينفع الدماغ والقلب وسائر الاعضاءالباطنة، ويفرح القلب ويسر النفس، ويبسط الروح)
ولا يخفى على احد ما يحدثه الطيب من نشاط وحيوية في البدن والروح.
11)نتطيب لقوة الشهوة وقضاء الوطر:
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: ( كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يطوف على نسائه ثم يصبح محرما ينضح طيبا) أخذ بعض العلماء من هذا الحديث استحباب التطيب قبل الجماع.
قال ابن بطال: السنة اتخاذ الطيب للرجال والنساء عند الجماع، وكانوا يتطيبون عند الجماع لاجل النشاط.
وقال ابو القاسم البغدادي: ( الطيب من أعظم لذات البشر، وأقوى الدواعي للوطء وقضاء الوطر وقال المناوي: ومن محاسن الطيب انه مقو للدماغ محرك لشهوة الجماع.
فالتطيب بثير الشهوة ويقويها كما ان الريح الخبيثة تميتها او تضعفها فليحرص كل المتزوجين على هذه السنة دواما للمحبة وكمالا للرغبة.
12)نتطيب لانه من نعيم الجنة:
قال صلى الله عليه وسلم: (اذا أعطي أحدكم الريحان فلا يرده فانه خرج من الجنة)
وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (أطيب الريح في الارض الهند، أهبط الله بها ادم،فعلق شجرها من ريح الجنة) فادم عليه السلام خرج من الجنة، وخرج الطيب منها كذالك، فينبغي التزود من الطيب والاكثار منه، فهو من نعين الجنة فلا يرد ولا سرف فيه، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، (لا يرد الطيب) وما اعرض على النبي صلى الله عليه وسلم طيب قط فرده ونهى النبي صلى الله عليه وسلم ان ترد الطيب او الريحان فقال صلى الله عليه وسلم: ( من أعرض عليه ريحان فلا يرده، فانه خفيف المحمل طيب الريح).
وروي عنه صلى الله عليه وسلم : ( اقبلوا الكرامة، وافضل الكرامة الطيب)
وقال صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث لا ترد: الوسائد والدهن-الطيب-واللبن)
13)نتطيب ونكثر منه لانه لا اسراف فيه:
يبدو جليا مما سبق ان التطيب فطرة وعبادة لذا فلا اسراف فيه وهذه بعض الاثار التي تؤيد هذا القول:
*قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: (كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأطيب ما يجد، حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته) أي ترى لمعانه وبريقه لكثرته.
*وتقول أيضا(كنا نخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم الى مكة فنضمد جباهنا بالمسك الطيب عند الاحرام،فاذا عرقت احدانا، سال على وجهها، فيراه النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينهانا)
*وقال ابو الضحى:رأيت عبدالله بن الزبير رضى الله عنه وفي رأسه ولحيته من الطيب وهو محرم، ما لو كان لرجل لاتخذ منه رأس مال)
*لما تزوج الامام على فاطمة الزهراء رضي الله عنها امره النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعل ثلثي مهرها في الطيب وثلثا للثياب، وقال له: (أكثروا لفاطمة من الطيب فانها امرأة من النساء)
*وقال داود بن ابي هند للحسن البصري: ( ابا سعيد، أرايت لو اشتريت لامرأتي عطرا بعشرين درهما أسرف هو؟ فقال: لا)
*وكان أقران عمر بن عبدالعزيز رضى الله عنه يعطون الذي يغسل ثيابه الدراهم الكثيرة، ليغسل ثيابهم على اثر ثياب عمر من كثرة الطيب فيها.
*وكان لابي عمرو بن العلاء غلة كل يوم فلسان، وكان يشتري بأحدهما كوزا يشرب فيه يومه ثم يتصدق به في المساء ويشتري بالاخر ريحانا فيشمه يومه فاذا امسى امر جارته ان تجففه ليكون غسولا للايدي بعد الطعام.
منقوووووووووول من كتاب لماذا يتعطر الناس؟ تاليف مالك مسعد الفرح.
وانتو شو احلى عطر تحبونه خبروني؟؟؟[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الله يبارك فيكم ويعطر ايامكم...^_^
لماذا نتطيب؟
1)نتطيب لان الله طيب يحب الطيب:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ان الله طيب يحب الطيب،نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم،جواد يحب الجواد) فالمسلم يتطيب ويحب التطيب لانه يحب ما يحبه الله، ويتطيب لكي يحبه الله،فالتطيب عند المسلم عبادة يؤجر عليها ويثاب.
2)نتطيب لان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الطيب:
قال صلى الله عليه وسلم : (حبب الي من الدنيا النساء والطيب)
وكان صلى الله عليه وسلم يكثر منه ،واذا مشى بالليل يعرف بريح الطيب وكان لا يسلك طريقا فيتبعه احد الا عرف انه قد سلكه من طيب عرقه وكان له وعاء يتطيب منه.
وكان يستجمر بالعودة الصافية وبالعودة مخلوطة بغيرها من الطيب.
وكان يبالغ في التطيب حتى قبل احرامه بالحج قالت زوجته عائشة رضي الله عنها طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند احرامه،فرأيت الطيب في مفرق رأسه بعد ثلاث وهو محرم، ولكثرة تطيب النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى احمر شعره هذا الاهتمام بالطيب رغم انه صلى الله عليه وسلم لم يكن محتاجا اليه لانه صلى الله عليه وسلم كان طيبا بنفسه،قال عنه خادمه أنس بن مالك رضي الله عنه : (ما شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من ريح عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم)
بل كانت ام أنس رضي الله عنها تجمع العرق من فراش النبي صلى الله عليه وسلم وتجعله في قوارير الطيب فراها النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
(ما هذا؟) فقالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو أطيب الطيب وعندما مات أنس رضي الله عنه أوصى أن يجعل في حنوطه من شعر وعرق النبي صلى الله عليه وسلم الذي جمعته امه.
هذا هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعرقه أطيب الطيب ومع ذلك كان يكثر من الطيب ويحبه،فمن أحب النبي صلى الله عليه وسلم أحب ما يحب قال صلى الله عليه وسلم: ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)، فحب التطيب مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فلزم كل مسلم أن يحبه وأن يكثر منه والا كانت محبته للنبي صلى الله عليه وسلم غير كاملة.
3)نتطيب لانه سنة كل المرسلين عليهم الصلاة والسلام:
قال صلى الله عليه وسلم: (أربع من سنن المرسلين: الحياء والتعطر والسواك والنكاح)
فالرسل قدوة البشر، والتعطر من سننهم فينبغي للمسلم أن يتعطر وأن يجعله سنة من سننه الملازمة لحياته لانه على نهج الانبياء يمشي وهو قدوة للناس وشاهد عليهم.
4)نتطيب لانه فطرة البشر:
فكل نفس سوية تحب الطيب وتكره الجيفة ولا ينكر الانسان دافع الفطرة بداخله التي تجذبه نحو الروائح الطيبة وتباعده عن الروائح الخبيثة، فحب الطيب علامة على سلامة الفطرة او مرضها فلا يحب الطيب الا انسان صحيح ولا يكرهه الا مريض.
5)نتطيب تشبها بالصالحين:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يأ مر اصحابه بالنظافة والتطيب وينهاهم عن ضد ذلك مما اثر في نفوسهم فصاروا مثالا واضحا بهم نقتدي وعلى خطاهم نمشي، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( لو كنت تاجرا ما اخترت على العطر شيئا ان فاتني ربحه ما فاتني ريحه)
قالت سرية بنت ذكوان: ( كنا نأتي عمر بن الخطاب بالغالية،والذريرة في ذلك المسك،فيبدأ يخضب لحيته بالخلوق، ويضمخ لحيته بالغالية، ويتذرر ويستجمر) وكان نعيم بن عبدالله المجمر مولى عمر بن الخطاب رضى الله عنه يجمر المسجد ويحمل المجمرة قدام عمر اذا خرج الى الصلاة في شهر رمضان.
وهذا عبدالله بن عمر رضي الله عنه كان يتبخر بالعود ويقول: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل هكذا) وكان يجمر ثيابه كل جمعة بل من الصحابة من كان اذا مر بطريق عرف انه مشى منه كما روي ذلك عن عبدالله بن عباس وعبدالله بن مسعود وابن عمر وابي هريرة وابي قتادة وابي اسيد الساعدي رضى الله عنه وكان عبدالله بن جعفر يسحق المسك ويضعه على رأسه.
واستمر الطيب رفيقا للصالحين من بعد الصحابة فهذا الامام الزهري كان يكثر من الطيب وسئل عنه ابن اخيه هل كان عمك الزهري يتطيب؟ فقال: كنت أشم ريح المسك من سوط دابته وكان أبو جعفر محمد بن علي يدعوا نفرا من المسلمين كل جمعة فيطعمهم ويطيبهم ويبخرهم ثم يروحون الى المسجد من بيته.
وأئمة الدين المتبعون ابو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد كلهم قدوة في التزين والتطيب فأبو حنيفة كان يكثر من العناية بثيابه مكثرا للطيب حسن الهيئة جميل المنظر ومثله كل الائمة بل كان الامام مالك اذا اراد ان يحدث الناس اغتسل ولبس أحمل الثياب وتطيب بأجود الطيب ثم جلس يحدث الناس ومجامر العود تعبق بالطيب حتى ينتهي المجلس فسئل عن ذلك فقال اكراما لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال الامام الشافعي:
من نظف ثوبه قل همه ومن طابت ريحه زاد عقله
وكان الامام احمد يحب الطيب كثيرا وكان له صينية يضع فيها مراة ومكحلة ومشط فاذا فرغ من قراءة حزبه نظر في المراة واكتحل وامتشط.
فهؤلاء الآئمة أجمعت الائمة على جواز تقليدهم واتباع مذاهبهم وقد كانوا قدوة للناس في النظافة والتطيب لانهم ورثة الانبياء وخلف صحابة النبي الكريم فينبغي لنا ان نتشبه بهم لنفلح كما افلحوا.
وتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم ان التشبه بالكرام فلاح
6)نتطيب اكراما للملائكة:
قال صلى الله عليه وسلم: (من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا فان الملائكة تتاذى مما يتأذى منه بنو ادم)
وكما يحب الانسان الطيب فالملائكة تحبه بل قال العلماء أن الطيب للملائكة كالغذاء وهو الشي الوحيد من أمور الدنيا الذي تشتهيه الملائكة وقد روي ان سلمان الفارسي رضى الله عنه لما حضرته الوفاة أمر زوجته ان تنضح المكان بالمسك فقالت له لم ذلك؟ فقال: (انه يحضرني خلق من خلق الله لا ياكلون الطعام ويجدون الريح) فالمسلم يتعطر ليحسن الى جيرانه من الملائكة فله بذلك أجر وثواب من الله لانهم عباد الله المكرمون الذين لا يعصون الله ويفعلون ما يؤمرون.
ومن المعلوم ان الملائكة لا تفارق الانسان الا عند الخلاء والجماع فلزم اكرامهم بالطيب دائما قال تعالى: (وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون) سورة الانفطار اية رقم 12،11،10
7)نتطيب لنطرد الشياطين:
الشياطين لا تحب الطيب بل تحب الرائحة الكريهة وتسكن أماكن النتن والاوساخ قال صلى الله عليه وسلم: ( ان هذه الحشوش-أماكن الخلاء- محتضرة فاذا اتى أحدكم الخلاء فاليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث)والخبث هم ذكور الشياطين والخبائث اناثهم، قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يعجز احدكم اذا دخل مرفقه أن يقول: اللهم أني اعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم) فيفهم من هذا أن الشياطين يعشقون الريح الخبيثة فلكل روح ما يناسبها قال تعالى[color="Purple"] ( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات) قال ابن القيم: ( وفي الطيب من الخاصية أن الملائكة تحبه والشياطين تنفر منه،وأحب شيئ الى الشياطين الرائحة المنتنة الخبيثة وكل روح تميل الى ما يناسبها) فالمسلم حينما يتطيب يؤذي الشيطان فيبتعد عنه، ومن يحارب الشيطان يكون من أولياء الله وله بذلك ثواب من عند الله، فالمتطيب يؤذي الشيطان والله أمرنا بعداوته فقال(ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا)
8)نتطيب صدقة واحسان الى الاخرين ودفاعا للاذى عنهم:
فالطيب من المعروف(وكل معروف صدقة) ومن يتطيب يتصدق بالريح الطيبة على كل من يشمه، وكما أن الذي لا يتنظف يؤذي الملائكة وبني ادم فالمتطيب يحسن اليهم ويدخل السرور الى قلوبهم،ويزيل أذاه عنهم وكف الاذى عن الاخرين صدقو واحسان.
9)نتطيب للتداوي والعلاج:
قال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بهذا العود الهندي فان فيه سبعة أشفية، يستعط به من العذرة،ويلد به من ذات جنب) فالعود شفاء لسبعة أمراض منها التهاب الحلق واللوزات ومنها التهاب الرئة المصحوب بسعال وحمى.
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( اكتحلوا بالاثمد المطيب فأنه يجلو البصر وينبت الشعر)
ويحكى عن الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه انه قال: تشمموا النرجس ولو في العام مرة،فان في القلب الانسان حالة لا يزيلها الا النرجس)
وعن الاحنف بن قيس رضي الله عنه انه قال (ان شم رائحة المسك يحي القلب)
10) نتطيب لقوة البدن الظاهرة والباطنة:
قال ابن القيم: ( الرائحة الطيبة غذاء الروح والروح مطية القوى، والقوى تزداد بالطيب، وهو ينفع الدماغ والقلب وسائر الاعضاءالباطنة، ويفرح القلب ويسر النفس، ويبسط الروح)
ولا يخفى على احد ما يحدثه الطيب من نشاط وحيوية في البدن والروح.
11)نتطيب لقوة الشهوة وقضاء الوطر:
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: ( كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يطوف على نسائه ثم يصبح محرما ينضح طيبا) أخذ بعض العلماء من هذا الحديث استحباب التطيب قبل الجماع.
قال ابن بطال: السنة اتخاذ الطيب للرجال والنساء عند الجماع، وكانوا يتطيبون عند الجماع لاجل النشاط.
وقال ابو القاسم البغدادي: ( الطيب من أعظم لذات البشر، وأقوى الدواعي للوطء وقضاء الوطر وقال المناوي: ومن محاسن الطيب انه مقو للدماغ محرك لشهوة الجماع.
فالتطيب بثير الشهوة ويقويها كما ان الريح الخبيثة تميتها او تضعفها فليحرص كل المتزوجين على هذه السنة دواما للمحبة وكمالا للرغبة.
12)نتطيب لانه من نعيم الجنة:
قال صلى الله عليه وسلم: (اذا أعطي أحدكم الريحان فلا يرده فانه خرج من الجنة)
وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (أطيب الريح في الارض الهند، أهبط الله بها ادم،فعلق شجرها من ريح الجنة) فادم عليه السلام خرج من الجنة، وخرج الطيب منها كذالك، فينبغي التزود من الطيب والاكثار منه، فهو من نعين الجنة فلا يرد ولا سرف فيه، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، (لا يرد الطيب) وما اعرض على النبي صلى الله عليه وسلم طيب قط فرده ونهى النبي صلى الله عليه وسلم ان ترد الطيب او الريحان فقال صلى الله عليه وسلم: ( من أعرض عليه ريحان فلا يرده، فانه خفيف المحمل طيب الريح).
وروي عنه صلى الله عليه وسلم : ( اقبلوا الكرامة، وافضل الكرامة الطيب)
وقال صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث لا ترد: الوسائد والدهن-الطيب-واللبن)
13)نتطيب ونكثر منه لانه لا اسراف فيه:
يبدو جليا مما سبق ان التطيب فطرة وعبادة لذا فلا اسراف فيه وهذه بعض الاثار التي تؤيد هذا القول:
*قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: (كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأطيب ما يجد، حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته) أي ترى لمعانه وبريقه لكثرته.
*وتقول أيضا(كنا نخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم الى مكة فنضمد جباهنا بالمسك الطيب عند الاحرام،فاذا عرقت احدانا، سال على وجهها، فيراه النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينهانا)
*وقال ابو الضحى:رأيت عبدالله بن الزبير رضى الله عنه وفي رأسه ولحيته من الطيب وهو محرم، ما لو كان لرجل لاتخذ منه رأس مال)
*لما تزوج الامام على فاطمة الزهراء رضي الله عنها امره النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعل ثلثي مهرها في الطيب وثلثا للثياب، وقال له: (أكثروا لفاطمة من الطيب فانها امرأة من النساء)
*وقال داود بن ابي هند للحسن البصري: ( ابا سعيد، أرايت لو اشتريت لامرأتي عطرا بعشرين درهما أسرف هو؟ فقال: لا)
*وكان أقران عمر بن عبدالعزيز رضى الله عنه يعطون الذي يغسل ثيابه الدراهم الكثيرة، ليغسل ثيابهم على اثر ثياب عمر من كثرة الطيب فيها.
*وكان لابي عمرو بن العلاء غلة كل يوم فلسان، وكان يشتري بأحدهما كوزا يشرب فيه يومه ثم يتصدق به في المساء ويشتري بالاخر ريحانا فيشمه يومه فاذا امسى امر جارته ان تجففه ليكون غسولا للايدي بعد الطعام.
منقوووووووووول من كتاب لماذا يتعطر الناس؟ تاليف مالك مسعد الفرح.
وانتو شو احلى عطر تحبونه خبروني؟؟؟[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الله يبارك فيكم ويعطر ايامكم...^_^
» إلي متي سيظلوا علي عنادهم ؟
» حوار بين النبي واعرابيا
» كوادر وطنية لإدارة المحطّات النووية بأبوظبي
» سيارات موديل 2010
» بالصور تحويل سيارة مرسيدس من خـرده إلى سيارة حديثه
» ღ,¸¸,ღ أنــــا وأنتــ .. جأوبنى من أنتـ ...وأسئلنى من أكــون؟ღ,¸¸,ღ
» اصعب 12 دقيقة في حياتك
» آن الرحيل يا سادة